حكة السباحين (الشرع) Swimmers itch
Admin_EduW
مارس 16, 2018
الفعاليات العلمية, مقالات
2,170 زيارة
أ. د . جاسم حميد رحمة الخزاعي
جامعة الكوفة / كلية التربية للبنات / قسم علوم الحياة
تسمى هذه الحالة بالتهاب الجلد المنشقي والمسبب المرضي له نوع من الطفيليات يسمى البلهارزيا الجلدية Schistosoma dermatitis وقد تدعى هذه الحالة المرضية باسماء اخرى منها حكة حفاري المحار او طفح مستحمي البحر وتسمى محليا بالشرع .
يعد هذه المرض من الامراض الجلدية المزعجة فقد تم وصفها لاول مرة في مدينة مشيكان في عام 1928 ويعتبر من الامراض المعروفة في المناطق المعتدلة والمدارية وله تاثير سلبي كبير على ممارسي الانشطة الرياضية المائية لذلك يعتبر احد المشاكل الصحية في اوربا .
تحصل الاصابة للانسان نتيجة لاختراق مذنبات شقيات الطيور والتي تعرف بالسركاريا جلد الاشخاص الذين يرتادون المياه كالمزارعين وصيادي الاسماك خاصة في مناطق الاهوار , اذ تلتصق هذه المذنبات بواسطة ممصها البطني وتبدا الحكة عندما تتحطم المذنبات اثناء مرورها بطبقة مالبيجي في الجلد ودائما مايعزى ظهور الحكة الاولية الى التاثيرات الالية للاختراق ومن ثم تحلل الانسجة وبالتالي توسع في الاوعية الدموية لوجود الاجسام الغريبة وتتكون البثرات التي هي استجابة الجهاز المناعي للمضيف للاجسام المضادة والتي هي عبارة عن المذنبات . و ان الحكة الاولية تظهر بعد اختراق المذنبات لجلد الانسان بحوالي دقيقة واحدة .
تظهر ديدان الشقيات تكيفا عاليا لمضائفها المتوسطة (قواقع المياه العذبة ) التي تنتج اعداد كبيرة من المذنبات اذ ان القوقع الواحد يمكن ان يعطي (500,000) مذنبة يوميا وان هذه المذنبات تسلك انماط مختلفة من السلوك وذلك حتى تضمن وصولها الى مضيفها النهائي (الطيور المائية كالبط والاوز ) ويعتبر الانسان مضيفا نهائيا طارئا لها ,اذ تجعل وقت خروجها من القوقع مع وقت وجود مضيفها النهائي حيث تلعب بعض القواقع مثل اللمنيا Lymnea والفيزا Physa دورا مهما كمضائف وسطية للمثقوبات الطفيلية .
تنوعت الدراسات والبحوث في مناطق العالم المختلفة حول حكة السباحين اما على صعيد العراق فهناك دراسات قليلة تناولت هذا الموضوع منها الدراسة التي قاما بها واتسون ونجم في عام 1956 اذ تم خلالها فحص سبعة انواع من الطيور المائية وثمانية انواع من القوافع لكنهما لم يتمكنا من عزل الاطوار البالغة لديدان الشقيات في الطيور او مذنباتها في القواقع , كما وجد يعقوب سنة 1985 ان نسبة الاصابة بحكة السباحينالناتجة عن مذنبات ديدان الشقيات غير البشرية هي (72%) في منطقة ابو محمر شمال غربي البصرة ,كذلك دراسة المياح سنة 1990 اذ قام بدراسة ديدان بعض الطيور المائية في البصرة وعزل مذنبة لشقيات الطيور من قواقع المياه العذبة والذي يعرف بقوقع. Melanobisis tuberculata في شط العرب ,بالاضافة لدراسة الخزاعي في عام 2008 الذي قام بعزل مذنبة لشقيات الطيور في مياه محافظة النجف الاشرف وكذلك دراسة الطائي 2011 الذي شخص ثمانية انواع من المذنبات عزلت من قواقع المياه العذبة في جدول الحسينية في محافظة كربلاء المقدسة .
حكة السباحين عبارة عن تفاعل دفاعي ضد الطفيلي والذي يحطمه مضيفه النهائي في كل الحالات تقريبا وعندما يتعرض شخص ما لهذه المذنبات وللمرة الاولى تكون الاعراض خفيفة عادة اما بعد التعرض مابين (10-30 ) دقيقة يشعر الشخص المصاب بحكة عابرة وتظهر بقع تزول بعد نصف ساعة تقريبا ثم تظهر حطاطات مترافقة مع حكة مؤقته مكان ظهور البقع وبما ان المذنبات تموت خلال نصف ساعة في طبقة مالبيجي فان الاعراض التي تحدث في الايام القليلة الاولى ناجمة عن الضرر الذي يسببه الطفيلي والمواد الكيمياوية التي يطلقها ,وتتنوع الاعراض الى حد ما اعتمادا على نوع الطفيلي وقدرة استجابة الشخص المصاب حيث تظهر اولا بقع حمراء على الجلد وبعد ساعة يظهر طفح بقعي ويعاني المصاب من حكة شديدة وقد يزول الطفح خلال اسبوع رغم انه قد يستمر حتى الشهر وقد تحدث مضاعفات نتيجة لعدوى جرثومية ناجمة عن الخدش .
يكون تشخيص المسبب المرضي صعبا ويعتمد اساسا على مشاهدة الاعراض السريرية للمريض وتعرضه للمصادر المائية التي تتواجد فيها المضائف المتوسطة والنهائية للطفيلي , اما المعالجة فتتم باستخدام مرهم مضادة مثل الهستامين او مرهم ثنائي مثيل النفثالات وكذلك يفضل ان يتجفف السباحون او المزارعون جيدا مباشرة عند الخروج من الماء وذلك لان المذنبات تخترق الجلد بشكل افضل عندما يكون الجلد رطبا ويتجفف ببطء .