الرئيسية / الفعاليات العلمية / مقالات / محافظتنا على الغابات نبقي عالمنا حيا

محافظتنا على الغابات نبقي عالمنا حيا

بمحافظتنا على الغابات نبقي عالمنا حيا…
استاذ مساعد د.ظلال جواد كاظم
       الغابة، هي كنزٌ من كنوز الطبيعة، ومنحةٌ إلهيةٌ منحها الله لنا لتعم فوائدها علينا، والغابة هي تجمعٌ كبيرٌ من الأشجار الخضراء التي قد تمتد لآلاف الكيلو مترات المربعة، وتعتبر الغابة الرئة الطبيعية للأرض، وهي جزء مهم وحيوي من النظام البيئي الذي نعيش فيه، وأي مساسٍ بها، يعتبر سبباً لاختلال هذا التوازن. رغم الأهمية الكبيرة للغابة، إلا أن الغابات في العالم في تناقص مستمر، نتيجة العوامل الطبيعية المختلفة التي تؤثر عليها، أو بسبب الملوثات التي تتسبب في موتها، أو بسبب أعمال الإنسان وسياسته المتبعة في استبدال أراضي الغابات بالمنازل والبيوت والمنشآت الصناعية والمختلفة، أو بسبب الجفاف، والبراكين، والزلازل، والحرائق.
الغابات هي (رئة الأرض الحقيقية) التي تتنفس بها أرضنا وهي أحد أهم المصادر الطبيعية المتجددة التي تقوم بدورها الحيوي على أكمل وجه في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة الأخرى من الجو وإطلاق الأكسجين النقي, وفلترة الهواء و ترسيب الغبار والأجزاء المعلقة  الضارة و هي الأراضي المشجرة ذات الجمال الطبيعي والتنوع الحيوي الغني وهي مكان للتنزه ومصدر لمواد الإنشاء والبناء, ولكن للأسف فقد قام الإنسان عبر التاريخ بتدمير الغابات من خلال إهمالها أو حرقها أو إزالتها لأغراض البناء أو الزراعة وغيرها من الأسباب.
       تعدُ الغابات ذات أهمية كبيرة من الناحية البيئية, والتي تتمثل في تأثيرها المفيد على المناخ، فوجود الغابات في منطقة يجعلها أكثر اعتدالا في درجة الحرارة وأكثر رطوبة من المناطق الخالية من الغابات. كذلك تحتوي الغابات على معظم  الأصول الوراثية للنباتات، وتعتبر مركزا هاما للتنوع الحيوي وموطنا لكثير من الحيوانات والطيور، كذلك تعمل على امتصاص كميات كبيرة من الغازات والملوثات الهوائية المختلفة والضارة من الجو.
    لقد أوضحت الدراسات العلمية أن كيلو متر مربع واحد من الغابة يطلق في اليوم الواحد حوالي عشرة أطنان من الأوكسجين، ويمكن لنا أن نتصور مدى نقاء الهواء الجوي في مناطق الغابات حيث يطلق الكيلومتر المربع الواحد حوالي 3650 طنا من غاز الأكسجين في السنة الواحدة.
فضلا إلى ميزة انخفاض درجات الحرارة في محيطها الحيوي، الأمر الذي يعطي لعمل هذه الرئة الرائعة بعدا ثالثا فيزيائيا وحيويا، وهذا البعد يجعل الغابات أكثر فاعلية بيئيا ويجعل ملايين السكان يتجهون إليها صيفا وشتاء لاستنشاق الهواء النقي و البارد العليل.
     تمتاز الغابات بقدرتها الكبيرة على فلترة الهواء و ترسيب الغبار والأجزاء المعلقة  الضارة على أوراقها، فهكتار واحد من الغابة قادر على ترسيب تسعة أطنان من الغبار مما يؤدي إلى خفض نسبة الغبار بحوالي(30 – 40%) في جو الغابة. ويعود ذلك إلى كبر مساحة المسطح الورقي  الذي يتراوح بين  ( 50 – 150) ألف متر مربع/هكتار. وأثبتت الأبحاث العلمية بأن غابات أشجار السرو تقوم  بترسيب حوالي 30 طن/هكتار في السنة من الغبار ، أما غابات الصنوبر فإنها ترسب50 طن/هكتار في السنة.
      إن مهمتنا جميعا هي زراعة الأشجار و الغابات وإعادة دورها الكبير من جديد وهذا يتطلب مساندة جميع الجهات الحكومية والأهلية  في عمليات الزراعة والعناية بها والمحافظة عليها وحمايتها من الاحتطاب والحرائق وإبعاد المصانع والمباني السكنية من اقتحامها.. وهذا ما يتطلب البحث عن الأراضي الكافية لاستزراع الغابات وجمع الأموال اللازمة وحشد طاقات المواطنين و المؤسسات التنموية المختلفة لإنجاح هذا العمل، وتعبئة كافة الجهود العامة والخاصة للمشاركة في تنمية (التقنية الخضراء) لأن الأمر واقع في مأزق خطير خاصة بعد فشل مساعي العديد من المؤتمرات التي بحثت في  تغير المناخ العالمي ، فالشواهد توحي أن معدل إزالة الغابات يتسارع وسوف تزداد كميات الغازات الضارة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النتروجين وثاني أكسيد الكبريت وهذا ما يسبب بمشاكل صحية خطيرة للإنسان والبيئة وكافة أشكال الحياة , وسوف تتفاقم ظاهرة الإحتباس الحراري، وما ينتج عنها من قلة الأمطار، وتراجع الموارد المائية، وانحسار الأراضي الزراعية في مناطق وزيادة الفيضانات في مناطق أخرى.
الإجراءات والقرارات الخاصة  بحماية و صون الغابات:
  • إصدار التشريعات الدولية والمحلية الملزمة والرامية إلى حماية الغابات.
  • إصدار التشريعات والإجراءات الرامية إلى حماية أنواع وأصناف نباتية خاصة داخل الغابات من الاستغلال المفرط.
  • الإجراءات الرامية إلى حفظ الأنواع النباتية المهددة بالانقراض والموجودة في الغابات وذلك خارج بيئتها الطبيعية وذلك في المحميات أو الحدائق النباتية أو في بنوك الجينات.
الإجراءات الرامية إلى كبح تلوث المحيط الحيوي للغابات  بكافة أنواع الملوثات .
  • منع كافة الأعمال التي تلحق الضرر بالغابات مثل  الرعي,الإحتطاب,إقامة المخيمات, رمي النفايات وإشعال النار داخل الغابة.
  • نقل كافة المشاريع الصناعية الملوثة و القريبة من مناطق الغابات إلى مناطق بعيدة عنها بهدف حماية الغابات من كافة أشكال التلوث الناتج عن تلك المصانع .
  • وضع مراقبين فنيين زراعيين لمراقبة الحياة البرية في الغابة وملاحظة أي خلل وإصابات حشرية أو أوبئة قد تلحق الضرر بالغابة.
  • وضع حراسة منظمة ومتنقلة في مناطق الغابات تردع  كل شخص يلحق الضرر بالغابة.
  • إنشاء وحدات ومراكز لإطفاء  الحرائق تكون قريبة من الغابات.
  • القيام بعمليات الإستزراع من جديد للمناطق المتضررة من الغابة بأشجار جديدة من نفس النوع.
  • إكثار الأنواع والأصناف النباتية المتضررة في الغابة إكثارا نسيجيا بواسطة مخابر زراعة الخلايا والأنسجة النباتية  بهدف إنتاج الأعداد الكافية من الأشتال القوية والمقاومة.
  • نشر الوعي الثقافي الذي يبين أهمية وفوائد الغابات لصحة الإنسان والبيئة وذلك في كافة وسائل الإعلام.

شاهد أيضاً

قراءة في كتاب أزمة الأصالة في الخطاب التداوليّ العربيّ

قراءة في كتاب أزمة الأصالة في الخطاب التداوليّ العربيّ طه عبد الرّحمن نموذجًا للدكتور أحمد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.